on May 30, 2025

خيوط الصمود: كيف تسلّق التويد سُلَّم الارستقراطية

في عالم النسيج، يُعد قماش التويد نجمًا صنع مجده بنفسه، وسفيرًا لعالم الأرستقراطية الكلاسيكي. فقد عبر قرونًا من التقاليد والحرفية، وتحول من زيٍّ عمليٍّ قاسٍ إلى رمز للجودة والأناقة الخالدة. سواء كنت من عشّاق تاريخ الموضة أو تود التعرف علي خاماتنا المفضلة، فإن فهم تاريخ التويد يمنحك لمحة عن أحد أكثر الأقمشة شهرة في العالم.



ما هو التويد؟

التويد هو قماش سميك يُعرف بملمسه الصوفي ونقوشه المنسوجة ومتانته العالية. في الأصل، كان يُعرف باسم "Tweel" وهو المصطلح الاسكتلندي للنسيج المُحاك بنقشة التويل (Twill). وتروي الأسطورة أنه في عام 1826، أخطأ تاجر أقمشة من لندن في قراءة الكلمة "Tweel" واعتقد أنها "Tweed" على فاتورة من تاجر في اسكتلندا، وظن أنها اسم تجاري مشتق من نهر تويد. ومن هنا رُوِّج للقماش باسم "Tweed"، وبقي الاسم منذ ذلك الحين.

كان يُنسَج من صوف الأغنام المحلية، وارتداه أولًا المزارعون والرعاة في التلال النائية من المرتفعات الاسكتلندية وأرياف إيرلندا. فقد وفر لهم دفئًا ومتانة تحميهم من قسوة الشتاء.

صعود تويد العقارات بين نُخَب بريطانيا

في القرن التاسع عشر، انتقل التويد من حقول الطبقة العاملة إلى الطبقة الأرستقراطية. فقد اعتاد النبلاء البريطانيون إقامة حفلات خارجية في ريف اسكتلندا، واستغل مالكو الأراضي هذه المناسبات ليُكلفوا بحياكة نقوش فريدة تُعرف بـ"تويد العقارات" (Estate Tweeds)، خصيصًا لنزلائهم من الطبقة الراقية.

كانت هذه التصاميم المخصصة تعمل كنوع من التمويه أثناء رحلات الصيد، وكوسيلة بصرية لتمييز كل عقار عن الآخر. هذا التوجّه الشخصي في استخدام التويد رفع مكانته إلى رمز للرفاهية والمكانة الاجتماعية.

هاريس تويد (Harris Tweed)

عند الحديث عن التويد الاسكتلندي الأصيل، لا يبرز اسم أكثر شهرة من "هاريس تويد". لا يزال هذا القماش الأيقوني يُنسَج يدويًا على أيدي الحرفيين في جزر الهبرديز الخارجية، باستخدام تقنيات متوارثة عبر الأجيال. ويحظى بحماية قانونية، فلا يحق لأي جهة استخدام ختم " هاريس تويد" إلا إن كان القماش قد صُنع في تلك المنطقة تحديدًا. تُعد ألوانه الزاهية، وأصالته، وجودته الحِرَفية من الأسباب التي جعلته خيارًا مفضّلًا عالميًا في أزياء الرجال والنساء الفاخرة.


التويد في عالم الموضة المعاصر

فيما يخص أزياء النساء، يُنسب الفضل للمصممة كوكو شانيل في إدخال التويد إلى خزانة المرأة. فقد قدّمت من خلال بدلاتها الشهيرة مزيجًا من العملية والانسيابية، مما مكّن النساء من تحدي القيود بأسلوب أنيق. واليوم، لا يزال التويد يتطور، فقد تبنّته علامات أزياء متعددة، والمصممين المهتمين بالبيئة والعلامات الفاخرة على حد سواء. ولا يزال خيارًا مميزًا في مجموعات الأزياء الراقية، لأنه يبرز جمال القصّات المتقنة والتفاصيل الرفيعة.


لماذا لا نزال نحب التويد؟

بعيدًا عن جاذبيته البصرية، يتميز التويد بعمليته واستشعاره للفخامة. ومع تحوّل علامات الأزياء الفاخرة نحو المسؤولية البيئية، يعود التويد إلى الواجهة كخيار مثالي بفضل نسيجه السميك ومتانته الفائقة، ما يجعله قطعة طويلة الأمد في خزانة أي شخص. هذا القماش الصامد لا يقتصر على القصّات الكلاسيكية، بل يُعاد تصوّره باستمرار من قبل المصممين في تصاميم معاصرة. إنه الجسر الذي يربط بين أناقة الماضي وأناقة الحاضر، ويحتل مكانة مرغوبة في إطلالات المدن الحديثة.
تقديرًا للإرث، تبنّي هاوس اوف يمينة التويد في مجموعته الأولى وبصفتنا من عشّاق التراث، كان لا بد أن نخصّص للتويد مساحة في مجموعتنا الأولى قصة إرث Tale of Legacy. حيث تعيد مجموعتنا تقديم هذا القماش الكلاسيكي بلمسة عصرية في شكل بدلتين هما تويد آفلاين وتويد إيسنس.
من خلال السترات والتنانير المميزة، يعود هذا القماش النبيل بإطلالة جديدة. صُمِّمت مجموعاتنا مع مراعاة لراحة المرأة، لتمنحها تجربة مترفة تجمع بين الراحة والأناقة.